احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الجزء الثالث ..

في ظهرية اليوم التاسع من مارس .. أعتلى صوت الأذان 
الله أكبر .. الله أكبر 
جلس والدي من نومه .. بحزناً وظهراً مكسور 
أقترب مني ينظر لي وانا نائمة كالملاك .. قبلني بحنان على خدي وجبيني .. وهمسة لي .. احبكِ يا صغيرتي 
لأول مرة احسست بتقبله وجودي بهذه الحياة 

ابتعد عني قليلاً .. فأخدت بالبكاء اريد عودته اريد قربه 
عاد وهو يتأفف .. حملني بين دراعيه .. يمسح على ظهري
ويقبلني ويغني لي .. دون جدوى فما زلت مستمرة بالبكاء 
ذهب ناحية المطبخ يفتح خزانه ويقفل الاخرى .. يحاول ان يجهز لي رضاعة حليب .. 
كنت ابكي لكثرة دورانه .. وهو كان يرتبك اكثر واكثر
كان تلك الحظه بداية اختلاط مشاعر بيني وبينه .. وبداية لفجوة كبيرة تحتاج لأم ان تحتلها بينها وبين طفلها .. الا ان هده الحظة كانت بيني وبين والدي .. 

مرت الساعات ومرت الايام .. و أبي اتخد دور الام والاب في المنزل .. 
كان دائماً ما ينسى ان يمسح على ظهري عند نهاية كل رضعة .. وينسى ان يتفحص حرارة الحليب قبل ان أشربه 
وعندما ابكي كان يشرع بوضع الرضاعه في فمي متناسي اني قد اكون متضايقة من اتساخ حفاظتي .. او ان يكون بطني يؤلمني 
وكان لا يعلم اموراً كثيرة في تربية الاطفال والعناية بهم 
كنت بحاجة الى أم .. بحاجة الى داك الشعور بين الطفل وامه 
كنت افتقد داك الصوت الحنون الذي كنت اسمعه وانا في رحم امي .. كنت مشتاقة لتلك الصلة التي لازمتني 9 اشهر 

في يوم السابع عشر من مارس .. خرج والدي من المنزل 
وجعلني برفقة اخي فارس الذي لم يحملني ولم يتقرب مني قط .. 
كان مسترخياً فوق الكنبة .. و كنت انا على سريري المتنقل .. واخي وسام يداعبني .. وانا في سكينه 
تملل من هدوئي وحاول ان يحملني .. لم يكن فارس لينتبه له
لو لا ان في لحظة الاخيرة دخل والدي .. وكان وسام فوقي تماماً يحاول ان يحملني بين يديه .. 
صرخ أبي خائفاً .. لا لا يا وسام ماذا تفعل 
رفع فارس رأسه ينظر لي .. ومن ثم لأبي الذي غضب كثيراً من اهمال فارس لي 
اخد فارس نفساً عميقاً .. وخرج مسرعاً من البيت 
كاتم غضبه من والدي ومني .. كاتم احزانه والمه لفراق امي .. كاتم مشاعره الحزينة .. ومشاعره الغاضبة مني لكونه يعتقد اني كنت السبب الرئيسي في وفاة امي رحمها الله 

بقلمي .. ريمو ناصر

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق