احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الجزء العاشر

 

الجزء العاشر

 

عاد والدي الى المنزل بصحبة خالي حسن وأخوتي ..

وفور وصوله جلس على الكرسي الخشبي الهزاز بجانب طاولة صغيرة توسطها.. هاتف ذهبي الون ..

أمسك سماعة الهاتف .. يضغط على زر ثم يتراجع

حتى اكمل الارقام .. وانتظرها تجيب

بضع ثواني .. اجابته .. الوو الوو

كان صمت طوويل

فقد كان شارد الذهن .. وأعصاب متوترة جداً

أقفلت سماعة الهاتف

وعاد هو للواقع الذي يعيشه ..

وضع خالي حسن يده على كتفه وقال .. عبدالله ما بك

منذ أن كنت في سيارة لم تتكلم قط .. وكنت شارد الذهن

أخبرني ما بك

هز والدي رأسه وقال .. لا شيئ يا حسن

أين الأطفال ؟

نظر اليه خالي حسن بنظرات وكأنه يتفحص ما بداخل والدي

قال له .. أنهم في الطابق العلوي على فراشهم .. وحنان وأسيا زوجة يوسف معهم

نهض والدي من كرسيه وأتجه ناحية غرفة أخي فارس وهو يقول لخالي .. سأنام اليوم مع فارس

تعجب خالي من أفعال أبي كثيراً ولكنه فضل الصمت .. فالوضع الذي تمر به عائلتي ليس طبيعياً

.....

دخل والدي غرفة أخي فارس التي كانت أجمل غرف البيت

فكل ما فيها .. كان له طابع أجنبي .. سواء كانت بورق الجدران الأزرق .. أم بالأثاث الأمريكي .. والالعاب الكبيرة

كان فارس ينظر في ألبوم الصور .. ويتمعن في صور أمي رحمها الله

أخي فارس .. برغم من صغر سنه .. الا أن عقله كان يتعدى عمره .. كان سريع البديهة وكان كثيراً ما يجلس في وسط مجالس الكبار .. وقليلاً ما يلعب ويختلط بالأطفال .. يحب القراءة كثيراً ويعشق الرسم مثل عمتي ليال .. شخصيته هذه جعلت من والدي لا يعامله الا على أنه الرجل الصغير .. هكذا كان يلقب

 

أقترب والدي و اخذه وضمه الى صدره دونما مقدمات ودون حديث .. كانُ بحاجة كبيرة الى هدا الحضن .. كانُ بحاجة لأستخراج تلك الهموم سوياً

نظر فارس لعيون والدي وقال .. أبي لا تدع خالي حسن و زوجته يـ.. أخذنا جوان و وسام .. أوعدك أني سأعتني بهم

التفت لصورة أمي وقال .. قبل وفاة أمي وعدتها أني سأكون السند  لأخوتي ولأختي الصغيرة جوان

أبتسم والدي وقال له .. وما لذي حدث لك يا ولدي حتى تبدلت أفكارك

قال فارس وهو يفكر .. جعلتني خالتي حنان أن اتذكر كلام امي وان أتذكر وعدي لها .. أنا احبها جداً ولن اجعلها حزينة وهي با لجنه

كانت كلمات فارس لأبي قد أزاحت الكثير من ضغوطات التي كان يتحملها والدي بالفترة السابقة

نظر والدي الى فارس وقال .. علي .. وأحمد أصابهم الجدري .. فلا تقرب لهم ولا تجعل وسام أيضاً يقترب

أومأ برأسه وقال .. حسناً يا والدي

.....

في الساعه الثامنة ليلاً

كان خالي حسن يحملني بين يديه .. يهيئ لـ.. أطعامِ الحليب

ولكنه كان مرتبك لا يعلم كيف يفعل ذالك

وأنا كنت أبكي  .. فلم أِشرب حليبً اليوم

نظر الي واخذ يحادثني ويبتسم .. يحاول بكلماته أن يلهيني عما أريده .. و هاهو يضع المرضعة في فمي وألتقطها أنا بسرعه

وقفت حنان خلفه و أقتربت من رقبته وقالت .. كم تشبهك يا حبيبي ..

أبتسم خالي حسن وقال .. لا أنها نسخه من والدتها رحمها الله

طبعت حنان على خد خالي حسن وقالت .. سأذهب لأستحم وأرجع لأخذها ..

سائلها وهي تبتعد وكيف حال علي وأحمد ..

توقفت بجانب باب الحمام و قالت .. مازالت الحرارة ولكنها خفت قليلاً الحمدلله

أسيا ستذهب لأطفالها بعد ساعة .. و سـأسهر أن بجانبهم

قال لها لا يا عزيزتي خدِ لك قسطاً من الراحه

سأنام أنا لجانبهم .. وأعتني انتي بوسام و جوان

هنا انتفضت حنان وكأنها تذكرت شيئاً قالت بفزع .. أين وساااام

نظرا لها خالي بتعجب .. أليس نائماً بغرفتنا

أجابته بنفي.. فمنذ قليل دخلت الغرفة لأخرج لنفسي بعض الملابس ولم أجده

قام خالي حسن وحنان بالبحث عنه في أرجاء المنزل ولم يجدوه

وأيضاً آسيا وأبي وفارس .. بحثنا عنه

كان أخي وسام في غرفة والدتي رحمها الله

الغرفة التي لم يخطر ببال أحدهم البحث عنه بداخلها لأنها كانت مغلقة بالمفتاح ..

 ولكن حنان فتحت الغرفة بعدما رأت الباب شبه مفتوح..

غرفة أمي الواسعة جداً .. كانت الجدران مطلية بالون البنفسجي .. عدا الجدار خلف السرير كان مزين بورق الجدران عليه رسومات ورود كثيرة بنفسجية الون

وأثاث الغرفة الأبيض

كانت غرفة جميلة جداً .. والأجمل رائحتها الممزوجة برائحة المسك والعود العربي

 

رأت أخي وسام يتوسط سرير أمي .. نأئم بعمق .. كان مرتاح جداً وهو يشم رائحة أمي بتلك الأغطية

كان يشعر فقط بالأمان والحنان الذي فقده

 

هنا أدمعت عيون حنان .. أقتربت منه وقبلته على وجنتيه

وغطته بغطاء صغير .. كانت أمي دائماً ما تضعه على جسمها عندما يكون الجو شبه بارد في البيت ..

 

وخرجت لتطمئنهم على وسام

أستغرب أبي من ذا الذي فتح الباب لوسام وهو مغلق

نظر الى فارس الذي أرتباك وقال .. لقد دخلت الغرفة أسترجع ذكرياتي مع امي .. وكنت أبحث عن ألبوم الصور .. وعندما أخذته سمعت صوت فأسرعت الى غرفتي ونسيت أقفال الباب ورائي

أمريكا .. ولاية تكساس

الساعة الثانية عشر ظهراً في مدينة أوستن

 

جلست عمتي ريم تذاكر محاضراتها .. بعدما رتبت الشقة و غسلت صحون الأفطار ..

ولكن عقلها لم يكن ليستوعب أي شيئ .. فتفكيرها ما زال مشغول بأبي و جدتي

قررت الخروج لأسفل الفندق للأتصال بوالدي والأطمئنان عليه

أتصلت مرات عديدة ولم توفق فالخطوط كانت مشغولة أو منقطعة بسبب الثلوج في مدينة أوستن

 

أقفلت السماعه بخيبة أمل .. وقالت للموظفة الأستقبال ..

أرجوكِ عندما يتصل أخي عبدالله .. أبلغيني فوراً لن أخرج هذا اليوم من الشقة

أومأت الموظفة وقالت .. حسناً سيدتي

التفت لناحية المصعد ولكن أستوقفها مشهد أقشعر لها بدنها

كانت عمتي برفقة أحد البنات الأجانب ويداها ملطخة بالدماء وحجابها وضع بشكل غير مرتب خرجت منه بعض خصلات من شعرها

تقدمت نحوها مسرعه وغطت شعر عمتي ومسكتها خائفة .. ما بكِ يا ليال أجيبيني

كانت ليال تبكي فقط دونما أن تتكلم

سئلت عمتي ريم الأجنبية عما حصل فأخبرتها أن عمتي ليال قد وجدت قطة مجروحة حاولت إسعافها ولكنها ماتت بين يديها .. أصابتها حالة من الهلع والبكاء الشديد

 

خافت عمتي ريم على ليال .. فهي تعلم جيداً مقدار حساسية ليال وخوفها من مناظر الدم والجروح والموت

 

تابعوني بالجزء الحادي عشر

بقلم .. ريمو ناصر

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق